يَطيبُ لي ذكرك في المساء.. حين ينام كل الناس ولا يبقى سواي و ليلي المعتقُ بذكراك...
حينها أسترق السمع إلى قلبي لأعرف ما إذا كان لازال ينبض أم لا!.. فوجدته ينبض..
بصعوبة...
أجد نفسي أبحث عن اسطوانات كانت لها ذكرى بيننا.. لا ينتابني شعور بالحنين.. ولكني أشعر بالبحث عن الحنين،،
ربما لم تعد شيئا في حياتي.. و لكنني أشعر بالنشوى لمجرد تذكرك.. لمجرد حنيني إليك...
و أجدني أختار اسطوانة لفيروز.. كل ليلة فيروز،،
أسمعها لساعات و ساعات.. لمجرد أن أشعر أنه لازال بيننا شيئ مشترك..
وتحكي..
( بتذكر آخر مرة شفتك سنتها.. بتذكر وقتها آخر كلمة قلتها..
و ما عدت شفتك ..........)
ثم أجدني أتجه في حذر إلى المطبخ.. أبحث عن صورة لك وضعتها في درج مركون..
درج لا يعبث به غيري..
أنظر إليها طويلا و كأنني أتذكر تفاصيلك وملامحك.. و أتذكر معها أيامًا حلوة..
لا أعلم لماذا لا أتذكر من أيامنا سوى الحلوة منها.. رغم أنها لم تكن كثيرة ..
و لم تكن حينها ترضيني ..
لكنني وجدتني أتذكرها.. و أبتسم...
ثم أتجه إلى الشرفة.. أنظر إلى القمر المكتمل الذي دوما ما أراك فيه.. لا أعلم لماذا!!
أنظر إليه طويلا.. و أحاول أن أستشعرك تنظر إليه في نفس الوقت.. لعل ذلك يرضيني أو يشعرني بالمشاركة...
و يأتي نسيم الصباح.. المحمل دوما بعطرك.. أحاول أن أستنشقه بعمق ليملأ كل صدري .. ليعينني على التنفس ليوم آخر..
أحياه دون ذكراك...
نعم.. محمل بعطرك.. وبأصوات السيارات.. و بائعي الجرائد.. و صخب الدنيا..
و محملا بذنبي ...
انني أشعر به كل يوم.. نفس الذنب.. و نفس الخيانة.. دون أن أتخلص منه أو من السبب..
ذكراك...
يستيقظ زوجي.. في نفس الميعاد .. وبنفس الهيئة .. و نفس النبرة :
( حضرتي الفطار ؟؟ )
وريثما ينجز مهامه اليومية في الحمام.. و أنا أستمع إلى أصواته البيتهوفونية الخاصة جدا ..
و التي لم أسمعها منك من قبل،،
أكون قد حضرت الفطور .. و حضرت معه ابتسامتي الواسعة.. و الرضا المزيف في عيوني...
يخرج من الحمام ليرتدي نفس البدلة التي ارتداها بالأمس، أو غيرها لا يهم.. فكلها نفس اللون تقريبا،،
ثم يجلس ليتناول فطوره.. كما اعتاد ..
في صمت ..
ويتجه إلى الباب ذاهبا إلى العمل .. فأتجه بدوري إلى المطبخ.. لأغسل ما تبقى من الأمس من صحون..
و ذنوب..
ثم أنطلق إلى سريري ..
لأنااااااااام ....