ربع مليون مصل ٍ في الأقصى ... هل فهمت الرسالة .. ؟؟

لم يكن خبر صلاة ربع مليون مصل ٍ في المسجد الأقصى المبارك في يوم الجمعة الثالث من رمضان خبراً عادياً , وما كان له أن يكون .فالظرف المحلي والإقليمي وحتى الدولي , مع نفحات الشهر المبارك فرضت أن يكون الخبر مميزاً في حيثياته وتوقيته.

أتى رمضان علينا هذه السنة والأقصى (ومعه القضية الفلسطينية برمتها) يعاني أكثر من أي وقت مضى .

فلم تعد أخبار الحفريات والسيطرة على الأراضي وتهجير السكان وتوسيع الإستيطان تلقى بالاً من أحد , اللهم إلا بعض المخلصين من أبناء الأمة , وقليل ما هم . وما عدنا حتى نسمع تلك الاعتراضات الخجولة من بعض المسؤولين التي كانوا يحمون سوءاتهم وراءها (على اعتبار أن الحفريات في الأقصى ومحاولة هدمه تضر (!) بالعملية السلمية) ..

وحي الشيخ جراح وأهله في القدس تركوا من دون غطاء رسمي يحميهم من تغول وحوش البشرية الجدد .. اللهم إلا من بعض الجمعيات غير الرسمية والحركة الإسلامية في الداخل.

والنفق الذي اكتشف مؤخراً بحي سلوان مر في نشرة الأخبار مرور الكرام , ولم يحظ بالتغطية والمتابعة اللازمة حتى من وسائل الإعلام ... وكأننا جميعاً تعودنا على هذه الأخبار ولم تعد تهزنا , التفصيل الأخطر في الموضوع برمته ..!!

أما الصهاينة فيواصلون بخطىً حثيثة خططهم في التهويد والتهجير والحفر والهدم , غير عابئين بأكثر من مليار مسلم , وأكثر من 350 مليون عربي , تحولوا إلى أرقام في حساب الفعل وحتى رد الفعل.آخر ما طالعناه في الصحف كان تصريح "ليبرمان" أن أولى أولويات وزارة خارجيته هي "شطب القضية الفلسطينية" , وذلك ليس جديداً فعلياً ولكن التصريح به يدل إلى أي مدى وصل استهتارهم بنا.

داخلياً , لم يعد الصهاينة أعداءاً لنا , بل حلفاء في حرب معلنة وغير معلنة على "الإرهابيين" .. أولئك الذين لم ينخرطوا في العملية السلمية وظلوا لها رافضين ... فكان يجب سجنهم وتعذيبهم وإغلاق كل ما يمت لهم بصلة من قريب أو بعيد , حتى ولو كان بيتاً للزكاة. ( أليست الزكاة جزءاً من الدين , وهؤلاء يتسترون باسم الدين؟؟!!) .

أريدَ للضفة الغربية أن يموت فيها الفعل رويداً رويداً , وظن هؤلاء أن سكون ردة الفعل إبان العدوان على غزة مؤشر أن الشعب نسي قضيته وفقد بوصلته , حتى تفاخر "دايتون" ومن تدرب على يديه من سلطة رام الله وبعض الضباط الصهاينة بالوضع هناك وأشادوا بالفلسطيني الجديد الذي تم بناؤه في الضفة.

أعلن عباس أن المفاوضات لن تستأنف إلى إذا "تجمد" الإستيطان , وجدد العرب أنهم لن يعطوا التطبيع للصهاينة (جيرانهم لا أعدائهم) مجاناً .. فلا بد من "تجميد" الإستيطان.. هكذا وبقدرة قادر تتقزم القضية الفلسطينية برمتها إلى "تجميد" الإستيطان لأشهر فقط , أما الإحتلال والقدس والمياه واللاجئون ..الخ فهذه أمور ستحلها عبقرية "فياض" بعد أن يعلن "دولة" الأمر الواقع في الضفة الغربية , نجحت المفاوضات أو فشلت ..!!!

أصبح واضحاً للجميع خطة أوباما للسلام في الشرق الأوسط .. "تجميد" مؤقت للإستيطان تجني منه "إسرائيل" تطبيعاً سياسياً واقتصادياً , ويعلن "فياض" دويلة على ما تحت يده من الأراضي , واللاجئون لهم الله... هكذا تتم تصفية القضية الفلسطينية بموافقة فلسطينية وتعاون عربي .. !!!

الربع مليون مصل ٍ الذين وصلوا الأقصى رغم التعزيزات العسكرية الصهيونية , وعامل السن , وانتظروا منذ الصباح الباكر على أسوار القدس وبواباتها حتى يحظوا بالصلاة في الأقصى أرسلوا رسالتهم لكل هؤلاء , أن الأقصى خط أحمر . وأن القدس في القلوب , وأن الشعب لم يمت , وأن الإسلام يوقظ الغافلين.

رسالة أرسلت .. فهل من يفهمها ؟؟ وهل من يعيها ؟؟ والأهم من هذا وذاك هل من يبني عليها وينميها؟؟

سؤال برسمهم ... ورسمنا جميعاً ...

تحيتي واحترامي